ملخص رواية صلاح خلف ( أبو إياد ) عن فلسطيني بلا هوية لأحداث لبنان
يبدأ صلاح خلف بالقول " في 13/4/1975؛ كانت سيارة أوتوبيس تقل عددا من الفلسطنيين واللبنانيين، تجتاز حي عين الرمانة ذي الغلبة المسيحية، ولم يكن في وسع هذه السيارة إلا أن تمر عبره، لتقل ركابها، من مخيم صبرا حيث كانوا يشاركون في مهرجان شعبي، إلى أماكن سكنهم في مخيم تل الزعتر... تعرضوا لإطلاق نار.... ولم يكن في حيازتهم أسلحة يدافعون بها عن أنفسهم... وهكذا فإن قوات الأمن لدى وصولها وجدت ثلاثين جثة ممدودة داخل الأوتوبيس.
كان كل شيء يشير في الظاهر إلى تورط مباشر لحزب الكتائب في هذه الحادثة، لكن المفاجأة كانت بأن من نفذ هذه المجزرة كان المكتب الثاني الذي يرئسه العقيد جول بستاني وحزب الوطنيين الأحرار برئاسة كميل شمعون.
ولم نفهم كفلسطنيين لعبة شمعون إلا بالتدرج، والواقع أن اسستراتيجيته كما تظهر بوضوح ترتكز على ثلاثة أهداف متتالية:
الهدف الأول : يُؤَمن القبول به كزعيم وطني متحمس.
الهدف الثاني: احتلال مركز هام في الحكومة.
الهدف الثالث: أن يكون رئيس الدولة اللبنانية.
في هذا الوقت تم تسليم ستة آلاف قطعة من السلاح من الجيش اللبناني إلى الميليشا الكتائبية، وهنا كان قادة لبنان يحولون التوتر القائم بين الجيش اللبناني والميليشيا المسيحية إلى وضع مُعرب الأمر الذي رفضه الفلسطنيون، ومن الغريب قوله أن الأب بولس نعمان عميد كلية الفلسفة في جامعة الكسليك المارونية قد صرح وقال " لقد ذبحت بيدي هاتين مسلماً لبنانيا وفلسطينياً، على سبيل التحذير، ثم جمعت الرهبان ورؤساء الميليشا لأطلب إليهم أن يحذوا حذوي هذا على اسم الله وباسم الكنيسة المقدسة " .
الهامش:
مجزرة عين الرمانة فقأت دُملاً لم ينفك عن الالئتام خلال عشرة أعوام منذ دخول المقاومة الفلسطينية بعد حرب أيلول في الأردن إلى لبنان، فالسلطات اللبنانية وقبل دخول المقاومة المسلحة إلى لبنان لم تتصرف مع الوجود الفلسطيني بحسٍ عربي فكان منها أن حولت مجتمع اللجوء الفلسطيني إلى معسكرات اعتقال جماعية يتخللها توجيه الإهانة إلى اللاجئ الفلسطيني واعتقاله، وخاصة بعد أعلان الثورة المسلحة، وكان لهزيمة حزيران في 1967 من الآثار على بيروت ما كان في بقية العواصم العربية في دول الطوق المحيطة بالكيان الصهيوني، حيث أُجبرت في ذلك الوقت على اتخاذ موقف أقل صرامة من ذي قبل إزاء هذه المقاومة، ومع دخول المقاومة بهيئاتها الرسمية إلى الأراضي اللبنانية هرع الكثير من اللاجئين الفلسطنيين إلى الانضمام إلى المقاومة، بحيث تغير واقع المخيم اللبناني من معسكرات اعتقال إلى قواعد عسكرية.
ما بين 1970 – 1972 ظلت الأمور هادئة نسبياً بين الفلسطنيين واللبنانيين، مع ذكر بعض الاشتباكات هنا وهناك، لكن مع حادثة 10 نيسان 1973 والتي تم فيها اغتيال أعضاء اللجنة المركزية الثلاثة كمال ناصر كمال العدوان وأبو يوسف النجار، اندلع النزاع بين قوات المقاومة الفلسطينية والسلطات اللبنانية، فكانت النتائج لتلك المواجهة أن الحكومة وعلى رأسها صائب سلام ومسلموا لبنان طالبوا بفتح تحقيق وبانزال العقوبة في قيادات الجيش ، وإقالة قائد الجيش العماد اسكندر غانم، وكان من الصف المسيحي وعلى رأسهم رئيس الدولة سليمان فرنجية أن طالبوا بدخول الجيش اللبناني إلى مخيمات اللاجئين الفلسطنيين للدفاع عنها الأمر الذي رفضه الفلسطنيون جملة وتفصيلاً، وفي مطلع أيار 1973 اندلعت معارك دامية بين الطرفين والتي امتدت بسرعة إلى بقية لبنان، وقد تدخل الطيران اللبناني لأول مرة ليقصف مخيم برج البراجنة في 3/5/1973، في حين تعرضت بقية التجمعات الفلسطينية لقصف المدفعية اللبنانية.
موضوع: ملخص رواية صلاح خلف( أبو إياد) 
